07 Dec
شرح الرسالة القيروانية 11

قال ابن أبي زيد: "وصوره في الأرحام بحكمته"[1]  قال تعالى [هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] [آل عمران: 6] 

قال الطبري أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310): الله الذي يصوركم فيجعلكم صورا أشباحا في أرحام أمهاتكم كيف شاء وأحب، فيجعل هذا ذكرا وهذا أنثى، وهذا أسود وهذا أحمر. يعرّف عباده بذلك أن جميع من اشتملت عليه أرحام النساء فممن صوره وخلقه كيف شاء، وأن عيسى ابن مريم ممن صوره في رحم أمه، وخلقه فيها كيف شاء وأحب، وأنه لو كان إلها لم يكن ممن اشتملت عليه رحم أمه؛ لأن خلاق ما في الأرحام لا تكون الأرحام عليه مشتملة، وإنما تشتمل على المخلوقين. كما حدثني [محمد] ابن حميد قال "ثنا" سلمة عن [محمد] ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير [بن العوام]: ...قد كان عيسى ممن صور في الأرحام، لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه، كما صور غيره من بني آدم، فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل [الأثر في سيرة ابن إسحاق] 

حدثنا [محمد بن] المثنى قال "ثنا" إسحاق قال "ثنا" [عبد الله] ابن أبي جعفر [الرازي] عن أبيه [أبي جعفر عيسى بن ماهان] عن الربيع [بن أنس]: ... أنه صور عيسى في الرحيم كيف شاء. [ أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (3157) حدثنا أبي "ثنا" أحمد بن عبد الرحمن "ثنا" عبد الله بن أبي جعفر قال ابن حبان أبو حاتم محمد بن حبان (ت 354) في الربيع بن أنس: والناس يتقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه؛ لأن فيها اضطرابا كثيرا.اهـ[2]]

وقال آخرون في ذلك: ما حدثنا به ... وذكر حديث ابن مسعود، وهو في الصحيحين: 

عن عبد الله بن مسعود: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا، فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار. ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل ‌بعمل ‌أهل ‌الجنة[خ/ 3208، 3332، 6594، 7454. م/ 2644] 

ثم قال: حدثنا بشر [بن معاذ العقدي] قال "ثنا" يزيد [بن زريع] قال "ثنا" سعيد [بن أبي عروبة] عن قتادة [بن دعامة السدوسي]: ... قادر – والله – ربنا أن يصوّر عباده في الأرحام كيف يشاء من ذكر أو أنثى، أو أسود أو أحمر، تام خلقه وغير تام [أخرجه ابن المنذر 216 من طريق يزيد بن زريع وابن أبي حاتم في التفسير 3159 أخبرنا موسى بن هارون الطوسي في ما كتب إليّ "ثنا" الحسين بن محمد المروذي "ثنا" شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة].اهـ[3] 

وقال [وصوركم فأحسن صوركم] [غافر: 64] 

وقال [وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير] [التغابن: 3] 

قال البغوي أبو محمد الحسين بن مسعود (ت:516): قال مقاتل [بن سليمان (ت: 150)]: خلقكم فأحسن خلقكم[4]. قال ابن عباس: خلق ابن آدم قائما معتدلا يأكل ويتناول بيده، وغير ابن آدم يتناول بفيه.اهـ[5] وقال الطبري: وقيل: إنه عني بذلك تصويره آدم، وخلقه إياه بيده... حدثني محمد بن سعد [العوفي[6]] قال "ثني" أبي [سعد بن محمد العوفي: متروك[7]] قال "ثني" عمي [الحسين بن الحسن العوفي: متروك[8]] قال "ثني" أبي [الحسن بن عطية العوفي: متروك[9]] عن أبيه [ عطية بن سعد العوفي : ضعيف[10]] عن ابن عباس: ... قال: يعني آدم، خلقه بيده.اهـ[11] 



[1] الرسالة ص: 72   

[2] الثقات 4 / 228   

[3] جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) معالم التنزيل (تفسير البغوي) 2 / 6 – 7 تفسير السمعاني 1 / 293   

[4] تفسير مقاتل بن سليمان 4 / 351 وفيه: ولم يخلقكم على صورة الدواب، والطير. وهي عبارة الطبري 20 / 356 وفي موضع آخر: ومثلكم فأحسن مثلكم 23 / 6   

[5] معالم التنزيل 7 / 157 تفسير السمعاني 5 / 29، 449    

[6] ميزان الاعتدال 3 / 560 – ترجمة: 7583    

[7] لسان الميزان 4 / 33 - ترجمة: 3388   

[8] ميزان الاعتدال 1 / 532 – 533 - ترجمة: 1991   

[9] ميزان الاعتدال 1 / 503 – ترجمة: 1889   

[10] ميزان الاعتدال 3 / 79 – 80 – ترجمة: ‌‌5667   

[11] جامع البيان عن تأويل آي القرآن 23 / 6 – 7   


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة