20 Aug
شرح الرسالة القيروانية 03

المطلب السادس : من أقواله ونصائحه 

قال في مقدمة "النوادر"وقيل: إن طالب العلم يحتاج إلى البكور فيه، واستدامة الصبر على طلبه، وشدة الحرص عليه، وإذا كان الحريص لا يقنع، والمنهوم لا يشبع، والحوادث تحول دون الأمل، فصرف الجهد والهمة إلى ما يتعجل بركته، من التفقه في دين الله، وتتأجل غبطته من العمل به، أولى من الاستكثار من الأسفار بلا تفقه، والتحلي بغير تحقيق .اهـ[1] 

وقال :والعلم لا يأتي إلا بالعناية والمباحثة والملازمة، مع هداية الله وتوفيقه .اهـ[2] 

وقال :فالحمد لله الذي منّ بكفايته، وأنعم بهدايته، ورفق بنا في التكليف في عبادته، وجعل النجاة للمتأخرين في اتباع سبيل المتقدمين، ولم يوسّع لمن بعدهم أن يرغب عن إجماعهم، أو يخرج عن اختلافهم، أو يعدل عن تأويلهم ومنهاجهم .اهـ[3] 

وقال في خاتمة "الرسالة" :وأولى العلوم وأفضلها وأقربها إلى الله علم دينه وشرائعه مما أمر به ونهى عنه ودعا إليه وحضّ عليه في كتابه وعلى لسان نبيه، والفقه في ذلك والفهم فيه و التهمّم برعايته والعمل به، والعلم أفضل الأعمال، وأقرب العلماء إلى الله تعالى وأولاهم به أكثرهم له خشية وفيما عنده رغبة، والعلم دليل إلى الخيرات وقائد إليها، واللجأ إلى كتاب الله عز وجل وسنة نبيه واتباع سبيل المؤمنين وخير القرون من خير أمة أخرجت للناس نجاة ففي المفزع إلى ذلك العصمة وفي اتباع السلف الصالح النجاة وهم القدوة في تأويل ما تأوّلوه واستخراج ما استنبطوه، وإذا اختلفوا في الفروع والحوادث لم يخرج عن جماعتهم والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .اهـ[4] 

وقال في خطبة "الرسالة"و اعلم أن خير القلوب أوعاها للخير، وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليه وأولى ما عني به الناصحون، ورغب في أجره الراغبون إيصال الخير إلى قلوب أولاد المؤمنين، ليرسخ فيها، وتنبيههم على معالم الديانة وحدود الشريعة، ليراضوا عليها، وما عليهم أن تعتقده من الدين قلوبهم، وتعمل به جوارحهم .اهـ[5]  

المطلب السابع : وفاته  

توفي رحمه الله بالقيروان سنة 386 و عمره ست و سبعون سنة[6]  



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة